رمضان ومرض السكري : توازن بين الصيام والصحة

في كل عام، يأتي شهر رمضان المبارك ليحمل معه الصيام والعبادة والتأمل، فتتجلى فيه قيم الصبر والتعاون والتسامح. ومع ذلك، يثير الصيام في رمضان قضية صحية هامة وهى فهم رمضان ومرض السكرى للعديد من الأشخاص، فما هي تداعيات الصيام على الأشخاص الذين يعانون من هذا المرض؟ وكيف يمكن للمرضى بالسكري الاستعداد والتعامل مع هذا الشهر بصحة جيدة؟ سنستكشف ذلك في هذا المقال.

ما هو مرض السكري؟

مرض السكري هو حالة مزمنة تتميز بارتفاع مستويات السكر في الدم. تحدث هذه الزيادة في مستوى السكر بسبب عدم قدرة الجسم على إنتاج كمية كافية من الإنسولين أو استخدامه بشكل فعال. ويمكن أن يكون لهذا التحكم الغير فعَّال في مستوى السكر تأثيرات سلبية على العديد من أجهزة الجسم وأعضائه.

الصيام ورمضان ومرض السكرى:

تعتبر فترة الصيام في شهر رمضان تحدياً كبيراً لمرضى السكري. فالصيام يعني الامتناع عن تناول الطعام والشراب من الفجر حتى المغرب، مما يعرض الجسم لتقلبات في مستويات السكر في الدم. هذا التحدي يمكن أن يتسبب في مضاعفات صحية خطيرة لمرضى السكري، مثل الهبوط السكري وارتفاع السكري، وهو ما يتطلب اهتماماً خاصاً وتخطيطاً محكماً.

نصائح فى رمضان ومرض السكرى:

التشاور الطبي: من الضروري أن يتشاور مريض السكري مع الطبيب المعالج قبل بداية شهر رمضان لتقييم حالته الصحية وتحديد ما إذا كان بإمكانه صيام الشهر أم لا. قد يحتاج بعض المرضى إلى ضبط جرعات الأدوية أو الإنسولين أو تعديل نظامهم الغذائي لتجنب المضاعفات.

التحكم في الطعام: يجب على مرضى السكري تناول وجبات خفيفة ومتوازنة خلال السحور والإفطار، مع الحرص على تجنب الأطعمة الغنية بالسكريات البسيطة والدهون المشبعة. يفضل تناول الأطعمة الغنية بالألياف والبروتينات والكربوهيدرات المعقدة التي تساعد في الحفاظ على مستويات السكر في الدم.

المتابعة اليومية: من المهم قياس مستوى السكر في الدم بانتظام خلال شهر رمضان، سواء كان ذلك باستخدام جهاز قياس السكر المنزلي أو من خلال زيارات متكررة للطبيب لمراقبة التطورات وضبط العلاج إذا لزم الأمر.

الحفاظ على الرطوبة: يجب على مرضى السكري شرب الكمية الكافية من الماء خلال ساعات الصيام للحفاظ على الترطيب وتجنب الجفاف، وتجنب الإكثار من تناول المشروبات الغازية والمشروبات السكرية الأخرى.

الراحة والنوم: ينصح بتوزيع النشاطات على مدار اليوم بشكل متساوٍ لتفادي الإرهاق الزائد، وضمان الحصول على كمية كافية من النوم لتجنب التعب وتقليل مخاطر الهبوط السكري أو الارتفاع السكري.

الحفاظ على النشاط البدني: يُشجع مرضى السكري على ممارسة التمارين الرياضية بانتظام خلال شهر رمضان، ولكن بشكل معتدل وفي أوقات مناسبة مثل ما بعد الإفطار أو قبل السحور. النشاط البدني المنتظم يساعد في تحسين حساسية الجسم للإنسولين ويعزز استقرار مستويات السكر في الدم.

تجنب الإفراط في الأطعمة الدهنية والمقليات: تحتوي الأطعمة الدهنية والمقليات على نسب عالية من السعرات الحرارية والدهون المشبعة التي قد تؤثر سلبًا على مستويات السكر في الدم. من الأفضل تجنب تناول هذه الأطعمة بشكل كبير خلال شهر رمضان والاعتماد بدلاً منها على الأطعمة الصحية والمغذية.

الابتعاد عن التدخين: ينبغي على مرضى السكري تجنب التدخين تمامًا خلال شهر رمضان وفي أي وقت آخر، حيث إن التدخين يزيد من مخاطر الإصابة بالمضاعفات الصحية المرتبطة بمرض السكري، مثل أمراض القلب والأوعية الدموية ومشاكل الجلد.

الاسترخاء والتأمل: تعتبر التقنيات الاسترخائية مثل التأمل واليوغا والتمارين التنفسية وسيلة فعَّالة لتخفيف التوتر والضغط النفسي خلال شهر رمضان. يمكن أن يساعد الاسترخاء في تحسين استجابة الجسم للإنسولين وتقليل مخاطر التقلبات الشديدة في مستويات السكر في الدم.